حول
[إحياء علوم الدين - أبو حامد الغزالي]
أسرع مؤلفات الصوفية انتشارا وأعلاها اشتهارا. لم تمض على تأليفه أربعة أعوام حتى كانت شهرته قد طبقت الآفاق. والناس منه على ثلاثة مذاهب: (منفر عنه، ومغال في تعظيمه، وداع إلى إصلاحه) قال التاج السبكي: (لو لم يكن للناس في الكتب التي صنفها أهل العلم إلا الإحياء لكفاهم، وأنا لا أعرف له نظيرا في الكتب التي صنفها الفقهاء الجامعون في تصانيفهم بين النقل والنظر، والفكر والأثر) . وقال الإمام الطرطوشي: (شحن الغزالي كتابه الإحياء بالكذب على رسول الله (ص) فلا أعلم كتاباً على بسطة الأرض أكثر كذباً على رسول الله منه) . وكان ابن تيمية وسطا بين المذهبين فقال: (وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه أربع مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة الترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة) . وقال في كتابه (درء تعارض العقل والنقل) (ج1 ص131) أثناء حديثه عن موسى بن ميمون: (وهو في اليهود كأبي حامد الغزالي في المسلمين) وقال: (ج6 ص57) : (وهؤلاء الملاحدة كابن الطفيل صاحب رسالة (حي بن يقظان) وأمثاله يستأنسون بما يجدونه من كلام أبي حامد موافقا لقولهم، إذ كان في كثير من كلامه ما يوافق الباطل من قول هؤلاء، كما في كثير من كلامه رد كثير من باطلهم، ولهذا وصار كالبرزخ بينهم وبين المسلمين، فالمسلمون ينكرون ما وافقهم فيه من الباطل عند المسلمين، وهم ينكرون عليه ما خالفهم فيه من الباطل عند المسلمين) قال: (ج6 ص239) : (وابن رشد يذم أبا حامد من الوجه الذي يمدحه به علماء المسلمين، ويمدحه من الوجه الذي يذمه به علماء المسلمين..إلخ) ثم سمى من ذم الغزالي من علماء المسلمين. وسماهم أيضا في كتابه (الصفدية) (ص211) . ألف الغزالي كتابه في أظلم حقبة عرفت في تاريخ الإسلام، وذلك أثناء زحوف الفرنجة على بلاد الشام، وعاب الناس عليه أنه لم يتعرض إلى ذكر ذلك في كل مؤلفاته، وليس في الإحياء فقط. وفي مقدمته قوله يصف كتابه: (ولقد صنف الناس في بعض هذه المعاني كتباً، ولكن يتميز هذا الكتاب عنها بخمسة أمور: الأول حل ما عقدوه وكشف ما أجملوه. الثاني: ترتيب ما بددوه ونظم ما فرقوه. الثالث: إيجاز ما طولوه وضبط ما قرروه. الرابع: حذف ما كرروه وإثبات ما حرروه. الخامس: تحقيق أمور غامضة اعتاصت على الأفهام لم يتعرض لها في الكتب أصلاً) وذكر أنه صوره بصورة الفقه تلطفاً في استدراج القلوب قال: (والمقصود من هذا الكتاب علم المعاملة فقط دون علم المكاشفة التي لا رخصة في إيداعها الكتب) . ولابد من التنويه هنا قبل الخوض في قصة الكتاب إلى أن شخصية الغزالي لا تزال حتى هذه الساعة صفحة غامضة في تاريخ المسلمين، ومجالا خصبا للتكهنات والفرضيات التي لا نعرف عواقبها. والجدير بالذكر أيضاً أن الغزالي صاحب الإحياء، عُرف في أوساط المؤرخين القدماء بأبي حامد الغزالي الصغير، تمييزا له عن أبي حامد الغزالي الكبير، الذي أصر الإمام الذهبي على إنكار وجوده، وعقد السبكي فصلا طويلا في طبقاته للرد عليه، تضمن معلومات مقلقة، وعبارت مبطنة، جديرة بالمراجعة والتحليل. ونعود إلى التعريف بالكتاب فنقول: رتب الغزالي كتاب (الإحياء) على أربعة أقسام: ربع العبادات وربع العادات وربع المهلكات وربع المنجيات، وجعل في كل ربع منها عشرة كتب. وقدم له بمقدمة في العلم، تعتبر من نفائس المقدمات، نشرت في كتاب مفرد (دار النهضة العربية: بيروت 1998) . وافتتح (الإحياء) بكتابه الذائع الصيت: (قواعد العقائد) الذي قرأه على النبي (ص) في الرؤيا المشهورة، ويبدو أن كتاب (قواعد العقائد) ألفه في القدس، فاشتهر بالرسالة القدسية، ثم أودعه في مقدمة الإحياء، ووصلنا في نسخ كثيرة مفرداً عن الإحياء. وله شروح كثيرة أيضا، انظر التعريف بها في كتاب د. بدوي (مؤلفات الغزالي) ص89) وفيه (ص98 ?112) دليل اشتمل على الإشارة إلى أكثر من مائة نسخة من مخطوطات كتاب الإحياء وأماكن وجودها في مكتبات العالم، وأكثرها غير كاملة. أما طبعات الإحياء فكثيرة جدا فقد طبع في القاهرة وحدها (16) مرة ما بين (1269هـ و1357) . ومعظم المؤرخين يذكرون أنه شرع في تأليفه بعد خروجه من بغداد سنة (488هـ) قال الذهبي في تاريخه في حوادث سنة (488) وفيها قدم الغزالي، رحمه الله، إلى الشّام متزهداً، وصنف كتاب "الإحياء" وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنتين، ثمّ حج، وسار إلى خراسان. وقال ابن الجوزي في المنتظم في حوادث سنة (488هـ) : وفي ذي القعدة: خرج أبو حامد الغزالي من بغداد متوجهاً الى بيت المقدس تاركاً للتدريس في النظامية، زاهداً في ذلك، لابساً خشن الثياب بعد ناعمها، وناب عنه أخوه في التدريس، وعاد في السنة الثالثة من خروجه وقد صنَف كتاب الإحياء فكان يجتمع إليه الخلق الكثير كل يوم في الرباط فيسمعونه منه، ثم حج في سنة تسعين، ثم عاد إلى بلده. وقال في وفيات سنة (505) : وأقام ببيت المقدس ودمشق مدة يطوف المشاهد، وأخذ في تصنيف كتاب الإحياء في القدس، ثم أتمه بدمشق إلّا أنه وضعه على مذهب الصوفية، وترك فيه قانون الفقه ... قال: (وقد جمعت أغلاط الكتاب وسميته "إعلام الأحياء بأغلاط الإحياء" وأشرت إلى بعض ذلك في كتابي المسمى "بتلبيس إبليس.. وذكر في كتاب الإحياء من الأحاديث الموضوعة وما لا يصح غير قليل، وسبب ذلك قلة معرفته بالنقل، فليته عرض تلك الأحاديث على من يعرف، وإنما نقل نقل حاطب ليل ... وكان بعض الناس شغف بكتاب الإحياء فأعلمته بعيوبه، ثم كتبته له فأسقطت ما يصلح إسقاطه. وزدت ما يصلح أن يزاد) يشير ابن الجوزي هنا إلى كتابه (منهاج القاصدين) الذي اختصر به الإحياء. وفي مؤلفات القاضي ابن العربي عن شيخه الغزالي كلام في غاية الأهمية، انظرها في كتاب عمار الطالبي (آراء أبي بكر ابن العربي الكلامية) كقوله نقلا عن (العواصم من القواصم) : (ولقيته في بغداد في جمادى الآخرة سنة (490) ... فتفرغ لي بسبب بيناه في كتاب الرحلة، فقرأت عليه جملة من كتبه، وسمعت كتابه الذي سماه (بالإحياء لعلوم الدين) فسألته سؤال مسترشد عن عقيدته ... إلخ (ج2/ ص31) وقوله: (وقد كان أبو حامد تاجا في هامة الليالي، وعقدا في لبة المعالي، حتى أوغل في التصوف، وأكثر معهم التصرف، فخرج على الحقيقة، وحاد في أكثر أحواله عن الطريقة، وجاء بألفاظ لا تطاق، ومعان ليس لها مع الشريعة انتظام ولا اتساق، فكان علماؤنا ببغداد يقولون: لقد أصابت الإسلام فيه عين، فإذا ذكروه جعلوه في حيز العدم، وقرعوا عليه سن الندم، وقاموا على التأسف عليه على قدم ... فوا حسرتي عليه أي شخص أفسد من ذاته، وأي علم خلط) (2/ 107) وقوله: (وتالله كنت محتشما له، غير راض عنه، وقد رددت عليه ما أمكن، واحتشمت جانبه فيما تيسر) وكان يسميه (وانشمند) كما ذكر المقري (نفح الطيب/ 2/33) وانظر أيضا ما كتبه عبد المجيد الصغير بعنوان (البعد السياسي في نقد القاضي ابن العربي لتصوف الغزالي) (أبو حامد الغزالي: دراسات في فكره وعصره) نشرة كلية الآداب في الرباط (ص173) . وحين وصل كتاب الإحياء إلى المغرب في أوائل سنة (503هـ) = ولا يعرف على وجه الدقة من الذي حمله إليها= تصفحه الفقهاء وعلى رأسهم ابن حمدين قاضي الجماعة وأستاذ القاضي عياض. واتفقوا على فساده، فاستجاب علي بن يوسف بن تاشفين لرأيهم، وأمر بإحراق الكتاب في مسجد قرطبة على الباب الغربي بعد إشباعه زيتا بمحضر الفقهاء وأعيان السكان (ابن القطان /14 والمراكشي/ 124 وابن عذاري 4/59 والزركشي /4 والناصري/75) عن (الطاهر المعموري: الغزالي وعلماء المغرب) فلما زالت دولة المرابطين، وقام الموحدون وعلى رأسهم ابن تومرت (تلميذ الغزالي فيما يقال) ندب ابن تومرت الناس إلى قراءة كتب الغزالي. قال ابن طملوس في كتابه (المدخل لصناعة المنطق) (ص12) : (..ولم يبق في هذه الجهات من لم يغلب عليه حب كتب الغزالي، فصارت قراءتها شرعا ودينا، بعد أن كانت كفرا وزندقة) وكان سبب حملة المالكية عليه هجومه في مقدمة كتابه على كتب الفروع التي كانت عمدة المالكية في ذلك الوقت. أما نقمة الحنابلة على الكتاب، فلكثرة ما أودعه فيه من الحديث الضعيف والموضوع. ونجد ردة فعل الغزالي على موقف مناهضيه في كتابه (الإملاء على مشكل الإحياء) والمسمى أيضا (الأجوبة المسكتة على الأسئلة المبهتة) ، طبع مع كتاب (إتحاف السادة) للمرتضى الزبيدي بالقاهرة سنة (1311هـ) وعلى هامش عدة طبعات للإحياء بالقاهرة. وفيه قوله: (سألت يسرك الله لمراتب العلم تصعد مراقيها ... عن بعض ما وقع في الإملاء الملقب بالإحياء، مما أشكل على من حُجب فهمُه، وقَصُرَ علمُه، ولم يفز بشيء من الحظوظ الملكية قدحه وسهمُه. وأظهرت التحزن لما شوش به شركاء الطغام وأمثال الأنعام وسفهاء الأحلام وعار أهل الإسلام، حتى طعنوا عليه، ونهوا عن قراءته، وأفتوا بمجرد الهوى باطراحه ومنابذته، ونسبوا ممليه إلى ضلال وإضلال، ونبذوا قراءه ومنتحليه بزيغ في الشريعة واختلال ... إلخ ولما أحرق (الإحياء) انتصر للغزالي جماعة يطول ذكرهم،، ومنهم: أبو الحسن الجذامي المري (ت509هـ) الذي أفتى بوجوب تأديب من أفتى بإحراق كتب الغزالي وتضمينه قيمتها واستكتب على فتواه تواقيع شيوخ (المرية) . وممن انتصر له في مراكش أبو محمد الرجراجي الأغماتي (ت قبل 540هـ) وانتصر له في (فاس) أبو الفضل ابن النحوي صاحب القصيدة المنفرجة (ت513هـ) وانتسخ نسخة من الإحياء في (30) مجلداً، فكان يقرأ كل جزء منه في يوم من رمضان، يقول: وددت لو أني لم أنظر في عمري سواه. وهو صاحب الفتوى المشهورة في الدفاع عن كتاب الإحياء، وقد وصلتنا نسخة منها انظر (مؤلفات الغزالي: ص113) . وممن انتصر له من المتأخرين عبد القادر العيدروس (ت 1038) في كتابه (تعريف الأحياء بفضائل الإحياء) . طبع على هامش كثير من طبعات الإحياء. انظر حديثه عن سبب تأليفه في كتابه (النور السافر) في الوارق. ومنهم المرتضى الزبيدي (ت1205) صاحب (تاج العروس) في كتابه الضخم (إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين) طبع لأول مرة في فاس سنة (1301هـ) في (13) مجلدا. ثم في القاهرة سنة (1311هـ) في (10) أجزاء. وممن تناوله بالنقد أيضا أبوالحسن ابن سكر في كتابه: (إحياء ميت الأحياء في الرد على كتاب الإحياء) وأحمد بن المنيّر الإسكندري (ت 683هـ) في كتابه: (الضياء المتلالي في تعقب الإحياء للغزالي) ذكره المرتضى (ج1 ص33) وسلطان المغرب محمد بن عبد الله بن إسماعيل الحسني المكناسي (ت1204هـ) في كتابه (الجواهر واللآلي في التنبيه على ما اشتمل عليه الإحياء للغزالي) . وأبو بكر الطرطوشي (ت520) في كتابه (الأسرار والعبر) وهو من نوادر ما ألف في الرد على الغزالي، عُثر عليه في إحدى خزائن مراكش عام (1983م) انظر قطعة منه في مقالة الأستاذ المنوني (أبو حامد الغزالي: دراسات في فكره وعصره) نشرة كلية الآداب في الرباط (ص135) وهو غير رسالته المشهورة في نقد الإحياء، والتي بعث بها إلى صديقه عبد الله بن المظفر. ووصلتنا عن طريق نسخة البسيلي (ت830هـ) من تفسير ابن عرفة (ت803هـ) وفي هذه الرسالة قوله: (وأما ما ذكرت من أمر الغزالي، فرأيت الرجل وكلمته، فوجدته رجلا جليلا، من أهل العلم، قد نهضت به فضائله، واجتمع فيه العقل والفهم وممارسة العلوم طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له الانصراف عن طريق العلماء، ودخل في غمار العمال ثم تصوف، وهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشياطين، ثم شابها بمرامي الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، وكاد ينسلخ من الدين، ولما عمل كتابه سماه: (إحياء علوم الدين) عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامي الصوفية، وكان غير أنيس بها ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه، ... ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله (ص) ثم شبكه بمذاهب الفلاسفة ومعاني إخوان الصفاء، وهم قوم يرون النبوة اكتسابا ... إلخ) قال التاج السبكي في رده على الطرطوشي: (وأما كلام الطرطوشي فمن الدعاوى العارية عن الدلالة ... وأما قوله: (وكاد ينسلخ من الدين) فيا لها كلمة وقانا الله شرها ... إلخ) وللشيخ المازري محمد بن علي (ت536هـ) كتاب (الكشف والإنباء عن كتاب الإحياء) لا يزال في عداد الكتب المفقودة، إلا أن السبكي أورد ملخصا له في طبقاته: (4/ 122) . وكذا الذهبي في تاريخه، قال: (وللإمام أبي عبد الله محمد بن علي المازري الصقلي كلام على الإحياء يدل على تبحره وتحقيقه، يقول فيه: وبعد فقد تكررت مكاتبتكم في استعلام مذهبنا في الكتاب المترجم بإحياء علوم الدين، وذكرتم أن آراء الناس فيه اختلفت، فطائفة انتصرت وتعصبت لإشهاره، وطائفة منه حذرت وعنه نفرت، وطائفة لعيبه أظهرت، وكتبه حرقت، ولم تنفردوا أهل المغرب باستعلام ما عندي، بل كاتبني أهل المشرق مثل ذلك، فوجب عندي إبانة الحق. ولم نتقدم إلى قراءة هذا الكتاب سوى نبذ منه. فإن نفس الله العمر، مددت في هذا الكتاب للأنفاس، وأزلت عن القلوب الالتباس. واعلموا أن هذا الرجل، وإن لم أكن قرأت كتابه، فقد رأيت تلامذته وأصحابه، فكل منهم يحكي لي نوعاً من حاله وطريقته، استلوح منها من مذاهبه وسيرته، ما قام لي مقام العيان، فأنا أقتصر في هذا الإملاء على ذكر حال الرجل، وحال كتابه، وذكر جمل من مذاهب الموحدين، والفلاسفة، والمتصوفة وأصحاب الإشارات. فإن كتابه متردد بين هذه الطرائق الثلاث، لا تعدوها، ثم أتبع ذلك بذكر حيل أهيل مذهب على أهل مذهب آخر، ثم أبين عن طرق الغرور، وأكشف عما فيه من خيال الباطل، ليحذر من الوقوع في حبائل صائده) . ولابن الألبيري محمد بن خلف الأنصار (ت537هـ) (الأمالي في النقض على الغزالي) . وأشار الشعراني في طبقاته (1/ 15) إلى انتقام الله من القاضي عياض بسبب طعنه في الإمام الغزالي، وهو قول القاضي عياض في آخر (الشفاء: ج2 ص267) بعدما نقل كلمة للغزالي: (وقائل هذا كافر بالإجماع) وقوله كما نقله أبو علي الصدفي في معجمه: (والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة ... إلخ) . انظر تفصيل ذلك في مقدمة ابن تاويت لترتيب المدارك (ص: ير) . أما مختصرات الإحياء فكثيرة يطول عدها، فمما طبع منها: كتاب (منهاج القاصدين) لابن الجوزي. والقسم الثاني من كتاب (مفتاح السعادة) لطاشكبري زاده 0ت962هـ) ، اختصر فيه الإحياء. و (خلاصة التصانيف في التصوف) طبع في القاهرة سنة 1327هـ و (إسعاد الأمة فيما جاء به القرآن والسنة) طبع في تونس سنة 1342هـ (والمرشد الأمين إلى موعظة المؤمنين) للشيخ جمال الدين القاسمي، طبع في جزئين في القاهرة سنة 1331هـ. و (كتاب الصدق) طبع في أجرا سنة 1305هـ و (عين العلم وزين الحلم) لمحمد بن عثمان البلخي (ت نحو سنة 800هـ) طبع في بشاور سنة 1279هـ وهو الذي شرحه منلا علي القاري (ت1014هـ) و (صفوة الإحياء) لمحود علي قراعة. طبع في القاهرة سنة 1935م. و (المحجة البيضاء في إحياء الإحياء) لمحمد بن مرتضى محسن الكاشي (ت1106هـ) طبع في قم سنة (1963م) في (4) مجلدات. وانظر في الوراق ما ذكره حاجي خليفة من المختصرات في التعريف بكتاب الإحياء. وأول من اختصره أخوه أبو الفتح الغزالي (ت520هـ) وسماه (لباب الإحياء) . وترجمت أقسام منه إلى كثير من اللغات، انظر تفصيل ذلك في كتاب د. بدوي (مؤلفات الغزالي) (ص118) وأول ترجمة له كانت إلى الفارسية، قام بها فريد الدين الخوارزمي قبل عام (633هـ) وترجم إلى الأردية بعنوان (مذاق العارفين) وطبعت هذه الترجمة في لكنو سنة 1331هـ. ومن أشهر ما وضع عليه من الكتب كتاب (تخريج أحاديث الإحياء) للحافظ العراقي (ت806هـ) وهو كتاب ضخم صنفه سنة (751هـ) ثم اختصره سنة (760) في كتاب سماه: (المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار) واستدرك عليه تلميذه الحافظ ابن حجر في مجلد. وذيله ابن قطلوبغا الحنفي (ت879) بكتابه: (تحفة الأحياء فيما فات من تخريج أحاديث الإحياء) . وجمع محمود بن محمد الحداد كتابا سماه (تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للعراقي وابن السبكي والزبيدي) يقع في سبعة مجلدات. وللدكاترة زكي مبارك كتاب (الأخلاق عند الغزالي) تناول فيه كتاب الإحياء بأقسى أنواع النقد، وجمع في بعض فصوله مآخذ العلماء عليه. ومن أهم ما صدر حوله: ندوة أكاديمية المملكة المغربية (حلقة وصل بين الشرق والغرب: أبو حامد الغزالي وموسى بن ميمون) وسضم وقائع الندوة المنعقدة في أغادير سنة 1406هـ 1985م) ولأحمد محمد عساف (بغية الطالبين من إحياء علوم الدين) يقع في (470) صفحة. وقامت مؤخراً الأستاذة عبير غندور بنشر مختارات مسموعة في (20) شريطا مسجلا بعنوان (روائع الإحياء) . وانظر في (نشرة كلية الآداب في الرباط) السابق ذكرها (195) حفاوة يهود المغرب وجنوب فرنسا بمؤلفات الغزالي، وإسهاماتهم في ترجمة كتبه. سيما (مقاصد الفلاسفة) و (تهافت الفلاسفة) و (ميزان العمل) و (معيار العلم) و (القسطاس المستقيم) و (مشكاة الأنوار) وغير ذلك. ولم يكن (الإحياء) كتاب الغزالي الوحيد الذي أثار كل هذه الزوابع، فقد كان لكتابه (الوجيز) دوي في كل الأوساط العلمية، ولقي من حفاوة العلماء ما لم يلقه كتاب، ووضعت عليه من الشروح زهاء سبعين شرحاً، وقد قيل كما حكى الزبيدي: (لو كان الغزالي نبيا لكان معجزته الوجيز) أشهر شروحه شرح (العزيز على الوجيز) للإمام الرافعي، وهو الشرح الذي استخرج النووي منه كتاب (روضة الطالبين) المنشور على الوراق، وأخرج ابن الملقن أحاديثه في سبع مجلدات وسماه (البدر المنير) . ومن كتبه التي أثارت حوله الشبهات كتاب (كيمياء السعادة والعلوم) و (الاقتصاد في الاعتقاد) و (المضنون به على غير أهله) وليس في وسعنا في هذه البطاقة أن نأتي على التعريف بمؤلفات الغزالي التي تستهلك الأعمار، ونجد في القائمة التي أعدها د. بدوي (457) كتابا تنسب في الكتب وفهارس المكتبات للإمام الغزالي، وهي من (1 حتى 72) كتب اتفق العلماء على صحة نسبتها إليه. ومن (من 73 حتى 95) كتب يدور الشك حول نسبتها إليه. ومن (96 حتى 127) كتب يرجح أنها ليست للغزالي. ومن (128 حتى 224) كتب استخرجت من مؤلفاته ووضعت لها عنوانين جديدة. ومن (225 حتى 273) كتب اتفق على أنها منحولة. ومن (274 حتى 380) كتب مجهولة الهوية. ومن (381 حتى 457) كتب تنسب للغزالي في فهارس المكتبات. وانظر في نوادر النصوص على موقع الوراق: (جناية الغزالي على الفنون والآثار) .
[التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع الوراق]