لكي ترى كافة البيانات فضلاً اشترك من هنا
منمنمات ومخطوطة مقامات الحريري العظمى في بطرسبورغ
عدد المدخلات |
5 |
العنوان التفصيلي |
منمنمات ومخطوطة مقامات الحريري العظمى في بطرسبورغ |
المؤلف |
ماهود أحمد | ... |
بداية الكتاب |
... |
نهاية الكتاب |
... |
العنوان المختصر |
... |
تاريخ التصنيف |
... |
التصنيف |
700 | الفنون |
اللغة |
... |
العناوين البديلة |
... |
هل حقق في رسالة علمية ؟ |
|
هل المخطوط مطبوع ؟ |
نعم |
الملاحظات |
|
مراجع التوثيق |
|
رسائل علمية
# | الجامعة | الكلية | اسم الطالب | العام الجامعي الهجري | العام الجامعي الميلادي |
---|
شروح وحواشي وتعليقات
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
متن
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|---|---|---|
1 | مقامات الحريري | الحريري؛ القاسم بن علي بن محمد بن عثمان، أبو محمد الحريري البصري | مشاهدة |
مختصرات
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
ذيول
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
ندوات ومؤتمرات
# | اسم المؤتمر | اسم البحث | اسم المحقق | الدولة | City | التاريخ | رقم المؤتمر |
---|
دوريات ومقالات
# | Magazine | Article | المؤلف | Issuer | تاريخ النشر الهجري | تاريخ النشر الميلادي | رقم العدد | رقم الجزء | رقم الصفحات |
---|
تخريج
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
ترتيب
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
تراجم
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
ترجمات
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
أخرى
# | اسم الكتاب المصنف | اسم المؤلف | روابط |
---|
فهرس
الفصل الأول: وصف المنمنمات
الفصل الثاني: مخطوطة ونصوص ومنمنمات
الفصل الثالث: المنمنمات كنظام قصدي، وكحضور تخيلي حدسي
الفصل الرابع: مقامات الحريري العظمى
الفصل الخامس: عناصر تكوين المنمنمات ووحداتها التشكيلية والجمالية"التي تتكون من:"التخطيط ، والألوان ، والفراغ ، والعمارة ، والملابس ، ورسوم الشخصية والمجاميع البشرية ، ومزوّقان وموقف "
حول
قسّم الباحث كتابه إلى خمسة فصول ، وخاتمة ، وخمسة ملاحق تتضمن صور المخطوطات ، ويقع الكتاب في (314) صفحة من القطع الكبير ميحتويا على (121) صورة غير ملونة و (16) صورة ملونة ، بالإضافة إلى المصادر والمراجع ، وصدر الكتاب عن دار دروب للنشر والتوزيع ودار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
بدأ الباحث كتابه من خلال فصله الأول بوصف (المنمنمات) التي تزدان بها المخطوطات العربية المزوقة كظاهرة فنية متميزة وغنية جداً في الفن العربي للعصور الوسطى. ولا تكمن قيمتها في تكامل عناصرها الفنية وبنائها المدهش ، وخصوصيتها ، واعتبارها ، مصدراً أصيلاً في دراسة ظروف الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع العربي في ذلك الوقت ، وإنما لانها مهدت الطريق لبناء أسس فن (واقعي) أصيل وبقيم جديدة انتشر واسعاً في بلدان الشرق الأوسط وأثر عميقاً في فنونها.
وأضاف الباحث بان المنمنمات ارتبطت في أوج تطورها وعظمتها الفنية بالأدب العربي وعلى وجه الخصوص المقامات ، وذلك لميزتها الزاخرة بالمتعة التصويرية والخيال ، وبوصفها تقدم صورة (ديناميكية) صادقة ، مكتظة بالحوادث ومتنوعة للعصر العباسي الوسيط والأخير. وقد وجد فيها المزوق العربي المسلم مادة خصبة لمنمنماته حيث نقل إليها مظاهر الحياة في المجتمع العربي من عادات وتقاليد وأعراف ومشكلات وصراعات.
وأشار الباحث إلى أن المقامات تمثل احد أهم الروافد الثقافية لذلك العصر ، وقد نشأت بوصفها فناً في أواخر العهد العباسي في القرن العاشر ، ودخلت الأدب العربي على يد (بديع الزمان الهمداني) ثم جاء الحريري ، فنسخ على منواله فكتب خمسين مقامة اشتهرت باسمه. وعلى المنوال نفسه كتب آخرون عددا من المقامات مثل: (الزمخشري ، الرازي وغيرهم).
غير أن مقامات الحريري ، تميزت عن غيرها بأصالتها اللغوية. وتنوع أبحاثها البيانية ولا سيما في البديع ، والسجع ، والتعقيد اللغوي ، وليونة وجمالية الأداء ، خاصة عباراتها القصيرة التي لا يتجاوز عدد كلماتها الخمس ، فضلاً عن ذلك فإن الأشعار الزاخرة في المقامات اتسمت بالزخم اللغوي والشفافية والتأثير.
اكتسبت تلك المقامات شهرة شعبية واسعة في جميع البلدان وازداد الطلب عليها ، حتى أن الحريري كمؤلف أقدم على استنساخها بخط يده أكثر من خمسمائة مرة وقيل أكثر من سبعمائة مرة. ثم ترجمت عدة مرات إلى لغات عدة. وقد زوقت بالمنمنمات في أكثر من نسخة وفي أماكن وأزمنة مختلفة وصلت إلينا منها اثنتا عشرة مخطوطة محفوظة في مكتبات متفرقة: ثلاث مخطوطات في مكتبة المتحف البريطاني ، وثلاث أخرى في المكتبة الوطنية في باريس ، وواحدة في سليمانية اسطنبول ، ومخطوطة أخرى في مكتبة فينا الشعبية في النمسا ، وتحتفظ مكتبة الجامعة في أكسفورد بمجموعة أخرى ، كما يحتفظ معهد الدراسات الشرقية لشعوب آسيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية في مدينة بطرسبرغ بمخطوطة ، وعثر أخيراً على نسخة مصورة من المقامات في اليمن زوقت في فترة متأخرة بأسلوب المنمنمات العثمانية.
وقد ركز الباحث في الفصل الأول من الكتاب على مخطوطة المقامات (س )23 المحفوظة في بطرسبرغ ، لأن منمنماتها ألـ (98) تكتسب أهمية خاصة ، فبالإضافة إلى كونها من الآثار الفنية الأكثر قدما التي وصلت إلينا في الوقت الحاضر ، فان أحدا من المؤرخين لم يتناولها بدراسة تفصيلية شاملة. وقد ناقش المؤلف ما تناوله الباحثون وما قدموه من ملاحظات للعناصر الفنية وتكويناتها البصرية وتطابقها من حيث الأسلوب والتقنية ومكان تزويقها ومناخها البيئي والجغرافي من خلال الاعتماد على نتائج المقارنات بين تصاويرها وتصاوير المقامات الأخرى.
وخلص الباحث د. ماهود احمد ، إلى أن نتائج واستنتاجات كل البحوث والدراسات بقيت عاجزة عن الإجابة عن الأسئلة الكثيرة المتعلقة بالمخطوطة بصورة قاطعة ، ولم يرتق الجهد الكبير المبذول في الاستقصاء والبحث لمستوى أهمية هذه المخطوطة العظيمة والفريدة من نوعها وقيمتها بالنسبة لتاريخ التصوير عند العرب - وخاصة مدرسة بغداد - وهنا يؤكد المؤلف على أن هذه المخطوطة تعتبر الوحيدة التي تحمل ميزة لا نراها في المخطوطات الأخرى تتمثل في وجود خط أسود اللون سميك يقطع رقاب كل الأشخاص والحيوانات المرسومين أيضاً - وذلك للتعبير عن قبولهم دينينا - وقد خطه أحد المتزمتين حين وقعت بيده هذه المخطوطة.
وأما الفصل الثاني فقد أطلق عليه الباحث:"مخطوطة ، ونصوص ، ومنمنمات"فقد أشار فيه لما للمقامات من شهرة لا تعود فقط إلى قيمة أسلوبها الأدبي واللغوي المتميز والذي يعتبر الآن مرجعاً كلاسيكياً في الأدب العربي ، وإنما في قدرتها على تصوير البيئة العربية وجراءتها في نقد ومخاطبة حياة العرب الصاخبة في وقت اتسم بانتشار الفوضى والخلافات وتضاؤل دور الخلافة العباسية في التأثير على مجريات الأمور في البلاد.
وبين الباحث أن سر الاهتمام بالمقامات الحريرية ليس فقط لمحتواها الموسوعي ، ولا في القيمة الأدبية والتأليف ، وإنما لارتباطها بفن التصوير في المخطوطات. فمجموعة المنمنمات في مقامات الحريري أرست بفعل قيمتها الفنية والجمالية أسس ملامح مدرسية فنية أصيلة عرفت بمدرسة بغداد العربية في التصوير الإسلامي. ولا شك أن هذا النجاح اعتمد في بعض جوانبه على خصائص ونوعية المقامات نفسها والتي تتكون من خمسين مقامة أو أقصوصة تؤلف كل واحدة حدثاً مستقلاً نسبياُ. لكنها ترتبط مع بعضها في وحدة متكاملة من خلال بطلها السروجي الذي يظهر مع الحارث في كل مقامة وبشخصيات متنوعة وهذا يمنح المقامات المتعة من خلال المقالب والحوار.
وينتقل الباحث ليقدم قراءة مفصلة عن تاريخ ووضع صفحات المخطوطة وما طرأ عليها نتيجة قدم الزمن وتمزقها وتساقط ألوانها السميكة فأصابها ذلك بالتلف والضرر ، وقد عجلت الرطوبة أيضاً بالتصاق الأوراق فتمزقت بعض أجزائها ، غير أنها احتفظت مع ذلك برونقها وجمالها وبريق ألوانها وقوة خطوطها.
وبهذا الخصوص بين الباحث بعد الدراسة أن هناك ثماني مقامات لم يرسم لها منمنمات ، أو أنها فقدت نتيجة تمزق الأوراق الأصلية للمخطوطة ، وهي:"المقامة الأولى ، المقامة الرابعة والعشرون ، المقامة الثامنة والعشرون ، المقامة السادسة والثلاثون ، المقامة الأربعون ، المقامة الخامسة والأربعون ، المقامة الثامنة والأربعون ، المقامة التاسعة والأربعون ".
كما قدم الباحث قراءة دقيقة لأحوال جميع المقامات لناحية الوصف والأضرار والتمثيل والنص المرسوم.
وعن مدى علاقة المقامات بالواقع السياسي اليومي ، فإن الباحث افرد في المبحث الأول من الفصل الثالث للحديث عن حقبة احتلال السلاجقة للعراق عام 1058 م ، ورهن مدينة البصرة لصراف يهودي لجباية المال ، وتحويل الخليفة العباسي إلى مجرد رمز مفرغ من أي سلطة ، وإطلاق يد الإرهاب تعبث في المجتمع العراقي ، ولهذا فليس غريبا أن يتأثر الحريري بذلك فيقول على لسان السروجي: (لو أنصف الدهر في حكمه. لما ملك الحكم أهل النقيصة).
ويضيف الباحث ، لو تناولنا في البداية بطل المقامات الرئيس لتوصلنا إلى قناعة بأن تقديمه كمتسول ومتشرد ذكي واسع الحيلة لبق اللسان ، لم يكن اعتباطياً حيث أن شخصية (أبي زيد السروجي) تمثل (بطل هذا الزمان) زمان ضعف العباسيين وسيطرة السلاجقة على البلاد واندلاع الحروب الصليبية ومعاناة الفقراء وانتشار الصعاليك الجياع - وخاصة من أهل المعرفة والثقافة - وذل العزة من الناس ووجهاء القوم.
وقد وضع الحريري في رأس أبي زيد أفكارا سياسية تدين بشدة الواقع القائم آنذاك ، كما هاجم الطبقات الغنية التي كانت تحيا بترف وتطفل على حساب الفلاحين والفقراء وتتصف بالفساد والباطل وتتمتع بالمباذل دون تفكير بمصير الوطن ومصائب حياة الشعب والجهل والظلام الذي يخيم عليه ، وفي هذا الصدد يقول أبو زيد: (لقد فسد الزمان وعم العدوان ، وعدم المعون ، والله المستعان).
وعن مدى علاقة الدين الإسلامي بفن التصوير ، فان الباحث قد أفرد المبحث الثاني من الفصل الثالث للحديث عن (فن التصوير العربي الإسلامي ـ موجز استعادي إخباري) ، إذ ابتدأه بالقول: إن اختلاف الدراسات التاريخية والفقهية والفلسفية. في جدالها وتأويلها وتحليلها للأنماط والأساليب والمنهج الجمالي ، التي أستند إليها فن التصويرالعربي الإسلامي وتحولاته التي شهدتها والمتمثلة بالصور التشبيهية ، وما عكستها طبيعتها في مجال تلك الدراسات ، وكذلك ما صاحبها من حضور في صلب الموقف الفقهي الذي تراوح بين الرفض نهائياً ، والقبول من خلال صيغة تعتمد التوفيق بين ما هو مرئي ، حاضر ، لا يوثق بديمومته ، وما هو باطني ، غالب ، ودائم الحضور وأصيل ، وعليه فقد اعتبرت الصورة (المنمنمة) كياناً يحظى بالاعتبار والأهمية كونها تزويقاً لا يرقى إلى التجسيد والخلق وإنما إلى غاية جمالية محضة. ولهذا وضعت المنمنمة ضمن إطار الممارسات الدينية وجعلت واسطة إيمانية بحسب (أن الله جميل يجب الجمال).
وفي هذا يجد الباحث أن الاجتهادات حول فن التصوير تبلورت باتجاهين: الأول اعتمد قبل كل شيء على الآراء الدينية والفقهية المستقاة من القرآن الكريم ، وكذلك من الأحاديث النبوية الشريفة التي نهت عن تصوير ما يضاهي خلق الله ، ووصلت بنتائجها إلى الإقرار بمبدأ (التحريم). واعتمد الاتجاه الثاني على آراء الفلاسفة العرب مستنداً إلى تقاليدهم وموروثهم الحضاري ، مع طبيعة وحدانية دينهم ، إلى جانب الاجتهادات حول وسائل التعبير عن باطن الدين وأسراره. وما ينطوي عليه الفن لذاته ، فأجيز التصوير.
كما تطرق الباحث إلى رأي الفقهاء في الأحاديث النبوية بشأن التصوير ، وموقف رجال الدين المسلمين وآراء العلماء في تحريم التصوير ، وعرض بعض مواقف الخلفاء المسلمين وإخوان الصفا والفارابي وابي حيان التوحيدي والنووي.
وقد كان للصراع الفقهي الاجتهادي بين علماء الدين والفقهاء المسلمين الذي احتدم في القرن الثالث عشر - خاصة بين ظاهر الدين وباطنه ودلالات اللغة القرآنية وتأويلاتها وأسرارها - أثره الكبير على التصوير بين مؤيد له ورافض. وهذا حسب رأي الباحث اوجد مجالاً لمنفذ استطاع من خلاله الفن المرور مكوناً نظاماً خاصاً لأسلوب مستقل ومتميز ومستجيب لحاجات المجتمع الجمالية ، ومن دون تعارض مع البنية الفكرية للمسلمين. بحيث تكون الصورة بعيدة عن التمثيل الواقعي (التجسيمي) للكائنات الحية وضمن عالم جديد وأصيل مبني على سمات فنية تمنح الصورة شكلاً يحكمه منطق داخلي تشكيلي يشع بالديمومة والتوهج والاستمرارية.
وتناول الباحث في المبحث الثالث (المنمنمات كنظام قصدي ـ وكحضور تخيلي حدسي) ، وهي كما يشير ترتبط بالأساس إلى ظاهر ماثل بالرسم متحد بذلك النص الأدبي الذي يخضع إلى طبيعة وتصورات خاصة ، لم تولد بظهور المخطوطات المزوقة ، بل كانت قد رسخت قبل عدة قرون في الكثير من الأعمال الأدبية والفلسفية للعرب والمسلمين. وهذا ما أعطى المنمنمات طابعها المميز والفريد كحضور تخيلي حدسي.
هنا يعترف الباحث بأن التحريمات ومواقف الفقهاء قد ساهمت أيضاً في تطور وبناء شخصية هذا الفن بصورته المشار إليها مسبقاً ، لكن دور المزوّق كان فاعلاً في ذلك لأنها كانت قضيته بالدرجة الأولى ، ولأنه كان يدرك طبيعة عمله الفني الإبداعي أكثر من الفقهاء أنفسهم ، وما يجره عليه التصوير يوم الحساب من عذاب شديد. لذلك سعى وهو في صراعه مع التحريمات لأن يصنع منمنماته بأسلوب خاص ، وبهدف قصدي لتكون بمثابة صلاة غفران ، وتأكيد على إيمان صادق بالله ولهذا فليس غريباً أن يقدم نفسه بعد إنهاء التزويق ، كعبد فقير إلى الله كما هو حال الواسطي وغيره من المزوقين.
وينوه الباحث الى أن التزويق في الإسلام مهما كان دنيوياً ، فقد خضع في نهاية الأمر إلى الدين والشريعة وأصبح غير مفترق عن العبادة مما أجبر بعض الفقهاء المسلمين على اعتباره مقبولاً ويوصى به.
خص الأستاذ الدكتور احمد ماهود الفصل الرابع من كتابه الموسوم"مقامات الحريري العظمى.."في"مشاهدة.. وتوثيق.. وتمثيل"استعرض فيه مخطوطات الواسطي ، وبشكل خاص مخطوطة مقامات بطرسبرغ وأسلوب استخدام العناصر الفنية والوحدات المرئية فيها والتي تعطي صورة مكثفة عن حقائق عصر الواسطي وجوانبه الاجتماعية والدينية.
هنا يكشف الباحث جانباً مهماً من شخصية المزوّق التي أثارت البحوث بشأنه شكوكاً حول تلك الفكرة التي تقول بأن المزوق (الرسام) والخطاط لمخطوطة بطرسبرغ ليس شخصاً واحداً ، بل ساهم أكثر من شخص في إخراجها وتزويقها وخطها. وقد يكون هذا الرأي مستنداً إلى التلف الذي أصاب بعضاً أو قسماً من أوراق المخطوطة الأصلية وتم استبدالها بورق جديد ثم قامت مجموعة من الخطاطين وفي أوقات مختلفة بإعادة خط النص.
وبما أن الباحث يتحدث عن المخطوطة وهي في شكلها الأول وكما هي في الأصل ، وليس بعد استبدال أوراقها التالفة وبعد متابعة النص وتصويره ، يعطينا انطباعاً قوياً بأن المزوق والخطاط هما شخصاً واحداً.
كما قام الباحث بتحليل صور المخطوطات من الناحية الفنية ، واستعرض الألوان ، والبيوت والمساجد والمدارس والحانات ، والعناصر الزخرفية ، ودواوين الدولة ، ومكة والمدينة ، والحجاج ، والأزياء ، والأشخاص والحيوانات والأشجار والنباتات والمواكب والاحتفالات والأثاث وغير ذلك...
وأنهى الباحث أ. د. ماهود احمد الفصل الخامس من كتابه قبل الخاتمة بالحديث عن :"عناصر تكوين المنمنمات ووحداتها التشكيلية والجمالية"التي تتكون من:"التخطيط ، والألوان ، والفراغ ، والعمارة ، والملابس ، ورسوم الشخصية والمجاميع البشرية ، ومزوّقان وموقف ". حيث تطرق للعنصر الأخير بالقول: لا يسعنا ونحن نلاحظ اقتراب تاريخ تزويق مخطوطة بطرسبرغ حسب رأيي بين عام 1223( و )1237 ومخطوطة الواسطي 1237( م) إلا أن نتبين أنهما كانا يعيشان في زمن واحد وفي الحقبة التاريخية ذاتها ، هذا ما اتفق عليه المؤرخون رغم عدم معرفتهم اسم وسنة ولادة ، وحياة مزوق المخطوطة (س 23).
وبعد.. اختار الكاتب الأستاذ الدكتور ماهود أحمد عنوانه"مقامات الحريري العظمى في بطرسبرغ"ليكون أحد أدواته لإضفاء جاذبية خاصة على كتابه الذي امتاز بأسلوب سهل وجذاب بالإضافة إلى الإلمام بجوانب المخطوطات وشخصياتها ومعانيها ، وبشكل خاص مخطوطة بطرسبرغ ، حيث أتاحت له الفرصة أثناء دراسته في روسيا السفر لمشاهدتها والتوقف عند أدق تفاصيلها ليقدم في النهاية للمكتبة العربية وجبة دسمة ثرية وبالغة الأهمية من النقد الفني المتنوع لمخطوطات الواسطي الذي تزعم رئاسة مدرسة بغداد للتصوير في العراق في القرن الثالث الهجري.